صدر مؤخرا العدد الأول من مجلة "دفاتر مسرحية"، وهي مجلة دورية متخصصة في الدراسات المسرحية تصدر عن المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط.
وجاء في كلمة العدد أن "فكرة إخراج مجلة عن المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، نبعت من اعتبارات موضوعية تجلت أساسا في تاريخ المؤسسة والإشعاع الحاصل في القيمة والنوعية التربوية، والرغبة الأكيدة في السير بها إلى آفاق أرحب" .
وتهتم مجلة "دفاتر مسرحية" بالدراسات الدرامية، إذ جعلت من التكوين المسرحي هدفها الأساسي، حيث تفتح صفاحاتها ليس فقط لأقلام أساتذة المعهد، بل كذلك لكل الأقلام الباحثين في مجال الدراسات التاريخية والنقدية والدراماتورجية والجمالية وسائر الفنون المرتبطة بالمسرح.
كما تشكل أرضية سانحة للمبدعين في مجالات التأليف والإقتباس والترجمة، ومختبرا لشتى التجارب في مضمار الخلق والإبداع.
وتهدف المجلة إلى تسليط الضوء على الدور الرائد الذي يلعبه المعهد سواء في مجال التكوين أو الفضاء الثقافي الوطني والدولي، وإبراز مساهمته في الدينامية الفكرية والثقافية التي يشهدها المغرب، خصوصا وأن المسرح هو ملتقى لسائر الفنون ومرآة تعكس الواقع الثقافي والحضاري.
ومن ناحية الشكل توزعت المجلة على ثلاث محطات قارة، تهتم الأولى بالأساس، بالدراسات والأبحاث المتعلقة بالمسرح وبكل ما يرتبط به من تنظير وتأريخ ومقاربات نقدية ووصفية أو تحليلية للمتون ومختلف الأشكال الفرجوية وفنون وتقنيات الخشبة والدراسات السوسيولوجية المتمحورة حول التلقي أو المسرح كظاهرة اجتماعية.
وتعنى الثانية بنشر الإبداعات الفنية تأليفا وترجمة واقتباسا وغيرها ، فيما تخصص الثالثة لتغطية أهم الأنشطة الفنية والتربوية والعلمية التي يعرفها المعهد على مدار الموسم الجامعي كإصدارات الأساتذة والندوات والمحترفات والإنجازات الفنية في التشخيص والكوريغرافيا أو السينوغرافيا أو تقنيات الإنجاز الركحي.
وقد تضمن هذا العدد دراسات وأبحاث حول "المسرح العربي" و"التكوين المسرحي" و"سوق الاستهلاك والعمل" ومواضيع حول "مدرسة المسرح بين القطيعة والتقاطع" و "التجريب المسرحي عند عبد القادر علولة" و"الحرفة والفن والتقنية لدى الممثل" و"مسرح العرائس".
واختارت المجلة الأستاذ عبد الكريم برشيد ليكون ضيف عددها الأول، والغاية من ذلك الاحتفاء بهذا الرجل الذي نذر حياته للفن الدرامي ووشم تاريخ المسرح المغربي عبر عقود من الزمن.
وتأمل "دفاتر مسرحية " أن تساهم في إغناء الحقل الثقافي المغربي والعربي من خلال الارتكاز على المعايير الأكاديمية الصرفة، خاصة وأنها تصدر عن مؤسسة لتكوين أطر عليا ذات أعراف جامعية لا محيد عنها.